ظهرت حملة “منهربوش” كمحاولة حكومية لثني الشباب عن الهجرة خارج البلاد. ورغم أن الهدف يبدو نبيلاً من حيث تشجيع المواطنين على البقاء والمساهمة في بناء الوطن، إلا أن استخدام جمل مثل “الفساد والبطالة ماشي سبب باش تهرب” يكشف عن ضعف في فهم الأسباب العميقة للهجرة، ويظهر كأنها محاولة للتقليل من حجم المشكلات الفعلية التي تدفع الشباب للرحيل, وفقر كبير في الخيال والابداع وغياب تام لتقنيات التواصل .
حملة “منهربوش” تبدو وكأنها دعوة للحياة في عالم موازٍ حيث البطالة والفساد مجرد تفاصيل بسيطة يمكن تجاهلها، وكأن الحل هو أن يجلس الشباب في مقهى، يحتسون الشاي، ويقولون: “ماشي مشكل الفساد كاين، المهم منهربوش!” في محاولة حكومية لتجنب الحقيقة، تم إغراق الشباب بجمل تنظيرية تُشبه نصائح جداتنا عن الصبر على مصاعب الحياة. الحملة بدلاً من مواجهة الواقع، تبدو كدرس في “كيف تتحمل مصاعبك بلا حلول”، مع غياب تام لأي بدائل عملية، وكأن بقاء الشباب في الوطن هو الهدف بذاته، حتى وإن كان الوطن لا يوفر لهم سوى المزيد من الأعذار للبقاء مكتوفي الأيدي.
Leave feedback about this